نظَّم مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي، يوم الخميس 7 أكتوبر 2021م، محاضرة افتراضية بعنوان “بناء سِيَر الأعلام اعتماداً على خوارج نصوصهم ووثائقهم ومخطوطاتهم: ابن عبد الهادي نموذجاً”، قدَّمها الأستاذ الدكتور كونراد هيرشلر، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة هامبورغ بألمانيا .
تناولت المحاضرة عدة محاور من أهمها: منهج الكوديكولوجيا المادية، وأهمية خوارج النصوص لكتابة التاريخ، وإسهامات العالِم يوسف بن حسن ابن عبد الهادي، المتوفى سنة 909 هـ، والمعروف بابن المِبْرَد ، في حفظ التراث الدمشقي المخطوط في العصر المملوكي، وكان صاحب مشروع كبير يهدف إلى تخليد حقبة من الماضي كان فيها أسلافه روَّاد علم رواية الحديث، وذلك من خلال جَمْعِه كُتَبَهم وما تفرَّق من مكتباتهم، ثم بِرَبْطِه نفسه بهم من خلال سلسلة السند لراوية تلك المتون.
ومما قاله الدكتور كونراد: “إنَّ حُسن اختيار المصادر وتنوعها يزيدُ من كفاءتنا في سَبرِ الموضوع التاريخي الذي نبحثه، ففي مجال الدراسات المملوكية أدّى الاعتماد على المصادر السردية والمعيارية فقط، أي كتب التاريخ والتراجم، وكتب الفقه والحِسْبَة، إلى نتائج مبتورة، في حين أن هناك مصدرين رئيسين لم يُستثمرا بعد، وهما المصادرُ الوثائقيّة، والتراث العربي المخطوط بما يحتويه من خوارج نصوص، أي قيود تملك، وقيود وقف، وطباق السماع، وغيرها، وبما يُمثّله من قيمة أثريّة حضاريّة باعتباره شيئاً ماديًّا يحمل إشارات وعلامات تفسر لنا مراحل صناعته وتداوله، وما طرأ على مالكيه والمجتمع الذي عاش بين ظهرانيه من تطورات.
ثم إن توظيف الوثائق والمخطوطات، خصوصاً في إطار منهج الكوديكولوجيا الماديّة، سيرتقي بنوعية أبحاثنا وجديتها. وبناءً عليه يعتمدُ مستقبل دراساتنا التاريخية على تأهيل الباحثين الشباب لاستيعاب قدرة هذين المصدرين، وعلى إمكانية وصولهم إلى التراث المخطوط بِشَكْلَيْهِ: الأصلي، والمُرَقْمَن”.